

خير من ليلة القدر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين؛ نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وبعد:
فأخرج الحاكم والبيهقي بسند صحَّحه الألباني من حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوفٍ لعله ألا يرجع إلى أهله)).
وبعد:
فأخرج الحاكم والبيهقي بسند صحَّحه الألباني من حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوفٍ لعله ألا يرجع إلى أهله)).

إنها رسالة لك أيها المسلم، أيتها المسلمة.
لقد مضى رمضان، ومضت ليلة القدر، لكن ما زال في العام ليالٍ عظيمةٌ هي خير من ليلة القدر، كليلة هذا الحارس المجاهد في سبيل الله، الذي يسهر على حفظ دماء المسلمين وأعراضِهم وديارهم وأموالهم.
فمن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، فكيف بأجر من سهر ليلة يَحرُس الناس ويحميهم؛ حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلته تلك هي خير من ليلة القدر؟
لقد مضى رمضان، ومضت ليلة القدر، لكن ما زال في العام ليالٍ عظيمةٌ هي خير من ليلة القدر، كليلة هذا الحارس المجاهد في سبيل الله، الذي يسهر على حفظ دماء المسلمين وأعراضِهم وديارهم وأموالهم.
فمن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، فكيف بأجر من سهر ليلة يَحرُس الناس ويحميهم؛ حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلته تلك هي خير من ليلة القدر؟

إن قيام ليلة القدر يعود نفْعُها على صاحبها، بخلاف حراسة ليلة في يوم خوف، فإن نفعها يعود على المجتمع كله، فانظر إلى عظيم الأجور المترتِّبة على الأعمال النافعة العامة.

تأمَّل معي يوسف - عليه السلام - يوم أن قال لعزيز مصر: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، وهو يُخاطِبه في سنين القحط والجَدْب والقلة والفاقة؛ لأنه يريد أن يخدُم المجتمع، وتأمَّل في موسى - عليه السلام - وقوله: ﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24]، وهو يُقدِّم خدمة لآخرين، ونبيك - صلى الله عليه وسلم - كما تَصِفه خديجة - رضي الله عنها - والحديث عند الإمام البخاري: (كلا، والله ما يُخزيك الله أبدًا؛ إنك لتَصِل الرَّحِم، وتَحمِل الكلَّ، وتَكسِب المعدوم وتَقري الضيف، وتُعين على نوائب الحق).

ورغم أن ليلة القدر عظيمة، إلا أن خدمة المجتمع وتقديم الأمن والأمان في ليلةٍ خيرٌ من ليلة القدر، وكذا الاعتكاف فمع أهميته وعظيم أجره، فإنك ترى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه كما أخرج الطبراني وغيره بسند صحيح: ((ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكِف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهرًا))، فخدمة المجتمع خير حتى من الاعتكاف في مسجد رسول الله - عليه الصلاة والسلام - لأن نفع الاعتكاف يعود على نفس المُعتكِف، بخلاف قضاء الحوائج، فإن نفْعها يعود على الآخرين.

ومن هنا نتفهَّم ما رواه الطبراني بسند حسن من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟
قال: ((إدخالُك السرور على مؤمن؛ أشبعتَ جوعتَه، أو كسوتَ عورتَه، أو قضيتَ له حاجة)).
قال: ((إدخالُك السرور على مؤمن؛ أشبعتَ جوعتَه، أو كسوتَ عورتَه، أو قضيتَ له حاجة)).

وهكذا نرى أن الأعمال الفاضلة والأكثر قَبُولاً وأجرًا هي تلك التي يقع نفعها عامًّا ومُتعدِّيًا إلى الآخرين.

فيا من يبحث عن ليالٍ مثل ليلة القدر أو خير منها، فالسَّنة مليئة تلك الليالي إذا أخلص المسلم وعمِل لما فيه خير وطنه وأمَّته ومجتمعه، والله الموفِّق لما يحب ويرضى.

وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
لمشاهدة الموضوع الأصلي إضغط هنا
المصدر: RSS الحوت السوري
odv lk gdgm hgr]v